وإن سألنا فالجواب الفوري هذا هو المفروض في الأحكام والتأني من السلامة والسرعة من الشيطان، وإن كانت الأمثلة كثيرة وموجودة عبر التاريخ كيف أن الإسلام أوصى بسرعة حل المسائل وتسهيل الأمور للعباد باسترجاع حقوقهم قبل أن يهرب الظالم وينهزم المظلوم، فأين الامتثال من هذا التشويه لتعاليم ديننا، وهذا ما أصرّ عليه وصرح به مليكنا ونائباه في مناسبات عدة، فالحلول موجودة وأمام أعين ونظر من يريد الإصلاح وانتهاج السيرة المحمدية ثم الأوامر الملكية من تفعيل للقوانين المتستّر عليها حتى لا تستعمل للانتصار على المصالح الشخصية، والمسألة والمحاسبة لكل من يتجرأ أن يلعب بالدّين والشريعة ويأخذها عذرا ومنبرا للأحكام، وبهذا لا يكون الضرر فقط على المواطن ونتيجتها الحتمية الاقتصادية، ولكن أيضا هروب رؤوس الأموال الأجنبية التي لا تجد قوانين مؤكدة لاسترجاع حقوقها القانونية، وبهذا نخسر وتخسر بلادنا سمعتها الإسلامية ومصداقيتها الدولية والمحلية، فكما نرى الآن الاستثمارات الأجنبية موجودة على استحياء لعدم ثقتهم بتفعيل القوانين الموجودة، وليس خافيا على أحد ما أعلن عنه مليكنا من سياسة شفافة وواضحة بعدم التستر على كائن من كان.
هذا غير السرقات التي ما تزال تدار علانية في جمع أموال تقدر بمئات الملايين من الضعفاء والمساكين من غير رقيب ولا حسيب ولا ضوابط قانونية، ولا قوانين جريئة ملموسة فنرى النصب على الإنسان البسيط أسهل من شربة الماء، ومن بعد هذا نسأل أين تذهب أموالنا الوطنية والسرقات علنية، فالقوانين موجودة ولكنها منسية، وهنا أقول يتناساها ذوو المصالح الشخصية، ولا تفعّل حتى لا نصاب بالعجب، ومنها على سبيل المثال قانون محاسبة الوزراء والمسؤولين، وقد أصدر هذا القانون بأمر سامٍ في تاريخ 22/9/1380 هـ برقم 501، وقد ترجم هذا القانون بالفعل والقول والعمل من قبل خادم الحرمين الشريفين بوقفته الشهيرة بإعلان الحرب على الفساد والقضاء عليه، وقد فعلها بالقول والمساندة نائبه الثاني الأمير نايف حفظه الله بوقفته الشجاعة أمام الأجيال القادمة بالإعلان أنه سيكون بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه باللعب على الحقوق وأن الجميع لديهم حق معلوم.
وبهذا نرى أن الأساسات موجودة وموضوعة ولكنها محجوبة، وأن قوانيننا أصبحت ألعوبة بيد من يريد أن يلعب بالأوامر لساحته التنفيذية، فيأخذ ما يريد من القانون ويترك ما يدينه لمصلحته الشخصية، لذا يجب أن يكون المجتمع المدني على دراية وثقافة لمعرفة حقوقه الشرعية التي بنى عليها صقر الجزيرة العربية وأشباله دستورا إسلاميا لكل زمان ومكان، فلنقف وقفة واحدة ونسأل ما هي المعلومات المحجوبة من قوانين ومراسيم موجودة لحماية حقوقنا المدنية والشرعية والاقتصادية، لنعيد الثقة في دستورنا الإسلامي وفي أنظمتنا التنفيذية التي يجب أن تكون واضحة ومكتوبة ومنشورة، لتجلّي الصورة أمام المواطن بأن لديه حقوقا في القوانين الموجودة لحمايته من الظلم والعدوان والتلاعب في أرزاق العباد، وبالتالي نعيد الثقة للمستثمرين المحليين والأجانب لندخل انظومة جديدة قوية مبنية على أسس إسلامية وأخلاقيات محمدية للعبور بطمأنينة إلى المرحلة الجديدة من سياسة هذه الحكومة التي أوضحت رسالتها الجلية بأن المطلوب من المواطن الثقافة والوعي لمساعدة كيان هذا الوطن للارتقاء للمنظور والأنظومة الملكية التي أرساها ملك الإنسانية، خادم الحرمين الشريفين ونائباه للتصدي لكل من يريد الإضرار بسمعتنا العالمية والمحلية وبكشف المستور وعدم الخوف إلا من الرب المعبود لإجلاء الحقائق أمام ولاة الأمور، لتستقيم الأوضاع ويعم الرخاء، وتعود الأمور إلى نصابها في مجتمع كان من المفروض أن يكون مثاليا لما يحمله من أبعاد وتربة صالحة ورثناها كمنهج حياة من القرآن والسنة وليس من بشر استغلوا المناصب وتلاعبوا بالأوامر والقوانين، مما نتج عنه بنية تحتية هشة لا تستطيع الصمود أمام هذا الكم الهائل من القيود التي كبّلنا بها لجهلنا بالموجود من قوانين وثقافة وطنية .
همسة الأسبوع:
إن الله حرم الظلم على نفسه وحرمه على العباد، فخذوا حذركم أيها السادة من الظلم فإنه ظلمات، ليسطع نور الإسلام وينتصر على الظلم والعدوان.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم
ابتساماتاضغط هنا لترى الكود!
لاضافة ابتسامة يجب على الاقل وضع مسافة واحدة قبل الكود.