"الحج" رحلة العمر ذكريات غير "منسيّة"

 الرياض : تقرير: ناصر القحطاني 

شباب سعودي حولوا أداء مناسك الحج إلى(كشتة) أو رحلة العمر، أرادوا أن يجمعوا بين متعة الرحلة وأداء أعظم عباده، فقام الكثير منهم باستئجار سيارات كبيرة الحجم وبدئوا المشوار إلى مكة المكرمة.

عبد الرحمن البشري (25 عاماً) اتفق مع زملائه على أداء الحج هذا العام ويقول:" خططنا أنا واثنين من زملائي لأداء الشعيرة منذ وقت طويل واتفقنا أن نجمع قرابة الخمس آلاف ريال كمبلغ يسد حاجتنا طوال الرحلة وقد نعود بفائض منه ولكن الأهم أن نشعر بمتعة الرحلة إلى الحج ونخرج من روتين شركات الحج وما تفرضه من شروط على عملاءها".

أما مهدى عمر (20 عاماً) فيرى أن الرحلات الشبابية للحج "تجعل الشباب الصغير يعتمدون على أنفسهم بعيدا عن سيطرة الأهل وفرض وصايتهم علينا".

وكل عام كان يحيى عسيري (24 عاماً) يتابع شعائر الحج عبر شاشات التلفزيون فأراد أن يجرب الرحلة بنفسه فاتفق مع ثلاثة من زملائه وتأهبوا لرحلة برية طويلة من مدينة أبها جنوب السعودية إلى الديار المقدسة غرب المملكة.

ويقول يحيى:" إنها المرة الأولي التي نحج فيها إلى بيت الله وكان يجب أن يكون لها شكل مختلف فمن يعلم ربما لا يحالفنا الحظ لأداء حجة أخرى".

أما سعيد عامر فيقول بعفوية:" نريد أن ننبسط جربنا الرحلات السياحية فقررنا أن نجرب هذه المرة الرحلة الدينية وأكيد بتكون أفضل من الناحية النفسية".

جمعيات تطارد الشباب

يبدو أن رغبة الكثير من شباب السعودية في أداء الحج دفع ببعض المستغلين إلى تشكيل شركات في الباطن تقوم بأخذ مبالغ من الشباب لينظموا لهم رحلات الحج ثم تختفي هذه الجمعيات بعد أن تكون قد حصدت مبالغ ضخمة من ضحاياها.

حسين القحطاني واحد من الذين تعرضوا لعملية نصب من هذه الشركات الوهمية يقول:" لقد أوهمني نصاب محترف أنه صاحب شركة للتسفير وعرض علي الاشتراك في رحلة حج من الخيال مقابل ألف وخمسمائة ريال شاملة الإقامة والطعام والشراب و بعد حصوله على المال اكتشفت أن شركته وهمية".

لكن حسين مصمم على أداء الحج واحتساب خسارته عند الله ويقول:"سأذهب مع صديق لي وشقيقه لأداء الحج على نفقتنا الخاصة".

كشخه لأجل الكشته

بعض الشباب ممن قرروا أداء رحلة العمر وأرادوا أن يحولوها إلى (كشتة العمر) لجئوا إلى استئجار سيارات كشخه لتتحمل المشوار وعدد الأفراد، ويقول محمد الشهراني أنه اتفق مع أربعة من أصدقائه العاطلين عن العمل لتأدية النسك لكن الأمر بالنسبة لهم لم يخل من الاستدانة من آبائهم.

واتفقوا على استئجار سيارة من نوع كامري 2007 حتى يستمتعوا بالرحلة، وهنا يؤكد محمد العسيري ويعمل في إحدى شركات تأجير السيارات بمنطقة "الخميس" بعسير أن أكثر عملائهم في هذه الفترة من الشباب حيث يكثر الإقبال على أداء الحج بعيدا عن نصب واحتيال بعض حملات الحج الوهمية.

وأكد عدد آخر من الشباب أن رحلة الحج أصبحت بالنسبة لهم بمثابة رحلة سياحية كونهم يعبرون طرق بريه ويتعرفون على العديد من المدن السعودية وهم يقطعون آلاف الكيلومترات.

وعلى امتداد الطريق يوجد الكثير من الاستراحات والخيام التي أقامها التجار مستغلين رحالات الشباب إلي مكة وهو ما يزيد من متعة الرحلة قبل الوصول إلى المشاعر المقدسة.

وعلى الطريق إلى المشاعر المقدسة تستمع إلى دعوات الشباب بأن يرزقهم بالعمل ويزيح عنهم هم البطالة ويرزقهم بالسكن و الزوجة و الأبناء.

على الدراجات النارية

وكان عدد كبير من الشباب من سكان مكة المكرمة يذهبون إلى الحج بالدراجات النارية وذلك لسهولة التنقل من خلالها في زحام الحج في المشاعر بما يؤدي الغرض من تنقلهم لتوفير حاجياتهم ومستلزماتهم من مكة المكرمة إضافة لتنقلهم بين منى وعرفات ومزدلفة والحرم المكي الشريف.

ولكن السلطات السعودية منعت منذ سنتين استخدام الدراجات النارية في المشاعر المقدسة، وتقوم بحملة لمصادرة هذه الدراجات كل عام قبل الموسم حفاظا على سلامة الحجاج ، واقتصرت استخدام الدراجات النارية على الجهات الأمنية العاملة في الحج فقط.

 إجراءات البصمة قبل المخالفات :

خطوات جديدة اتخذتها السعودية لتنظيم إجراءات الدخول لأراضيها لأداء  الحج، وتمثلت في تطبيق نظام البصمة الإلكترونية 

مدير جوازات منطقة مكة المكرمة العميد محمد الأسمري أوضح  إن تطبيق النظام بدأ في صالة الحجاج والمعتمرين بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجده وبالإضافة إلى خمس مواقع أخرى داخل جده.

وعن الهدف من تطبيق هذا النظام قال الأسمري:" الهدف تقليل أعداد المتخلفين عن العودة لبلدانهم بعد الانتهاء من الحج أو العمرة، عمليه البصمة تستغرق ثواني حينما يضع المعتمر أو المعتمرة يده أو يدها على شاشة إلكترونية كبيره ومن ثم أخذ البيانات اللازمة وتصدر له بعد ذلك بطاقة معتمر بعد ذلك".
وبمجرد أخذ البصمة يتم إرسال صورتها إلى إدارة الضبط الخارجي في المديرية العامة للجوازات.

يقلل الازدحام

ومن داخل مطار الملك عبد العزيز الدولي أكد عدد من القادمين لأداء العمرة من خارج المملكة على أن النظام الجديد يهدف إلى تسهيل إجراءات دخولهم ومنعا للازدحام أوما قد يحدث من مخالفات وجرائم.

ويقول الحاج أحمد سعد من مصر أنه قدم مع أسرته إلى المملكة لأداء العمرة ووجد إن هناك إجراءات جديدة تهدف إلى راحة المعتمر ومنها نظام البصمة فالبطاقة التي يحصل عليها المعتمر وتضم بياناته تسهل عليه أشياء كثيرة قد تبدو له صعبة وأهمها انه لو ضاع أو فقد أسرته أثناء الازدحام أو حدث له مكروه يمكن التعرف على بياناته من خلال بصمته.

الحاجة أم عمر التي تؤدى مناسك العمرة للسنة الثانية ترى أن الأمر لا يختلف كثيرا عن العام الماضي فيما يخص البصمة لكن بعد أن قرأت عن مزايا البصمة أدركت إن الهدف هو الحفاظ على أمن وسلامة المعتمر وهو الأمر الذي دأبت عليه السلطات السعودية.

محمد مخلوف من ليبيا أخذت بصمته في شاشة إلكترونية كبيرة داخل مطار الملك عبد العزيز بجده ولم يستغرق ذلك إلا ثوان ومن ثم تم إصدار بطاقة له، وهو يرى أن النظام ممتاز ويصب في مصلحة المعتمرين والقادمين إلى السعودية أولا.

وطالب المعتمر أحمد المصري الأجهزة الأمنية السعودية أن تضع ترتيبا آخر يمنع التزاحم بجوار تلك الشاشات الإلكترونية في مطار الملك عبد العزيز.

للقضاء على المتخلفين

وأكد  مدير جوازات منطقة عسير أن تطبيق المديرية العامة للجوازات لنظام البصمة هو في الأساس لكشف جرائم التزوير أو المخالفات القانونية.

يذكر أن المديرية العامة للجوازات أنهت تركيب وتشغيل أجهزة تسجيل نظام البصمة في معظم مناطق ومحافظات المملكة، وأكملت استعداداتها للمرحلة الهامة من دخول الحكومة الإلكترونية في جميع أعمالها وبرامجها من خلال تطبيق تأشيرات السفر الإلكترونية وكذلك تم البدء بتقديم خدمة (إشعار) عن طريق إرسال رسائل sms بإدارة جوازات منطقة الرياض كمرحلة تجريبية حيث سيتم تزويد المشترك برسالة تحديثية في حالة وجود أية تعديلات أو تغيير في سجله الخاص أو سجل مكفوليه .

من ناحية أخرى فقد تم تشغيل نظام إصدار وطباعة بطاقة الإقامة في معظم مناطق المملكة، وجار العمل على تشغيله في بقية المناطق والمحافظات، وحسب النظام الجديد فسوف يتم إصدار وطباعة بطاقة إقامة لكل وافد سواء كان رب أسرة أو تابعاً بغض النظر عن أعمارهم، ونظام طباعة الإقامة مرتبط بالنظام المالي الذي سوف يسهل سرعة إصدار وطباعة بطاقات الإقامة.