0
بقلم د.هاني العقاد
 
سلاحهم هو السلاح  الوحيد المرعب والمخيف لإدارة السجون بدولة الاحتلال  الصهيوني, وهو السلاح الذي لا تستطيع دولة السجون والمعتقلات  الوحيدة بالعالم مواجهته  حتى بكل أسلحتها الجبارة الفتاكة التي تهدد بها كل دول المنطقة العربية  ,إنه سلاح الأمعاء الخاوية سلاح يستنزف اغلي ما يملك الأسير المقاوم وهو جسده الذي يعتصر ألما بين تلك القضبان السوداء النازية  الصهيونية ,هو الجسد الذي أعطي فلسطين أكثر مما أعطي صاحبه وصبر وصابر وقاوم الرصاص والموت وقاوم الزنازين الصدئة  وعتمة السجن وحقد السجان  ,هذا الجسد يقاوم داخل المعتقل ليبقى مرفوع الهامة والكرامة,  أنهم الأسرى الفلسطينيين الأبطال القابعين في زنازين و معتقلات الحقد الصهيوني من تصدوا للمحتل الغاشم بكل أنواع الصمود والمرابطة والمقاومة ممن قالوا للمحتل أن السجن نوعا أخر من المقاومة وأسلوبا أخر في الكفاح لا يفهمه إلا الأحرار , لا يفهمه إلا الثوار الذين تعلموا الكفاح منذ نعومة أظافرهم , إلا الثوار الذين قهروا المحتل و نالوا من كبريائه  وجبروته بصمودهم وثباتهم وصبرهم ودمائهم التي صبغت جدران غرف التحقيق وزنازينه .
 
 هناك بعيدا عن الأهل والأحباب والأصحاب , بين الأسلاك الشائكة وداخل ظلمة الزنازين الصدئة التي لا رائحة فيها سوى رائحة الموت , يقف الأسرى الفلسطينيين جنود معركة شرسة , معركة لا يعرف شراستها سوي من عاش بالأسر وجرب الاعتقال وما أكثرهم  في مسيرة نضال شعبنا  الطويلة , أن الأسري اليوم   يدافعون عن ذاتهم عن حريتهم  وحرية الوطن  وتخليصه من بين أنياب المحتل الغاشم , أكثر من ستة ألاف مناضل وقائد وفدائي وثائر  وثائرة  يهبون اليوم بأمعائهم في وجه السجان الحاقد , هذا السجان الصهيوني النازي الذي لا يعترف بأي قوانين إنسانية أو أدمية أو دولية , هذا السجان الذي بلغت نازيته مبلغ جنود هتلر وأكثر , يقف الأسرى اليوم أمة واحدة   ليوقفوا كافة إجراءات إدارة السجون بدولة الاحتلال و التي تمعن حرمانهم من العلاج والتعليم المفتوح ومن زيارات الأهل , والاطلاع  والتثقف و مشاهدة الأخبار والتواصل مع العالم عبر المرئيات والقنوات المتلفزة  .
يمضي الأسري يومهم الثامن  مضربين عن الطعام  والعيش بأشكاله  في معظم السجون و المعتقلات الإسرائيلية  للمطالبة بأدنى حقوق لهم ومعاملتهم كأسرى حرب  بعد الإجراءات العقابية التي اتخذتها إدارات السجون بإيحاء من الحكومة الصهيونية المتطرفة بزعامة نتنياهو كانتقام منهم بعد فشل حكومة التطرف في إنهاء صفقة شاليط وإعادته بثمن بخس على افتراض أن هذه الإجراءات الانتقامية من شأنها الضغط على أسري شاليط للقبول بما يرغب به الإسرائيليون وعندها تنجح سياسية الابتزاز الصهيونية.
 أن مسلسل العقوبات بحق الأسرى والأسيرات لم  تتوقف منذ اليوم الأول للأسير ,فوسط حملات الدهم والقمع والتفتيش والاهانة ومحاولات الإذلال خلال التفتيش الجسدي ,هناك سياسة العقوبات التي تبدأ بالعزل والحرمان من الزيارات والعلاج والاتصال بالعالم الخارجي وإلغاء الفورة وهي المتنفس الوحيد للأسرى وصولا لفرض الغرامات والمحاكمات التعسفية التي تمارس على نطاق واسع للنيل من صمود كافة الأسرى دون استثناء , و قد اعتادت إدارات السجون  سحب هذه الحقوق من فترة إلى أخري وعدم إعادتها  إلا جملة واحدة إلا من خلال إجراءات نضالية قاسية تستنزف من الأسري قواهم وأرواحهم في كثير من الأحيان , وهذا يعتبر أسلوب تعذيب سيكولوجي  يتلاعب  فيه السجان بسيكولوجية الأسير بغرض تدمير كامل مكوناته النفسية وسلامته الجسدية , وهذا غالبا ما يسبب له العديد من الأمراض  الجسدية القاتلة  .
يهب الرجال اليوم هبة رجل واحد داخل الآسر معلنين إضرابا جماعيا عن الطعام بعدما اتسع نطاق الإضراب ليشمل كافة السجون والمعتقلات  بدءا من سجن كفار يونا و الجلمه وعسقلان  وانتهاء بسجن الرامون ومعتقل النقب , أنهم بالفعل رجال يقاوموا ليثبتوا هويتهم كاسري حرب ويعيدوا ما سلبه منهم هذا المحتل الغاشم  , يمتنع  هؤلاء الرجال عن تناول أي طعام  تقدمه إدارات السجون معلنين الإضراب وهم بين الأسلاك , لا يخرجوا للتنفس حسب ما يريد السجان بالرغم من أنهم لا يجدوا هواء كافيا بالزنازين وهذا سلاحهم الوحيد في وجه طاغوت المحتل .
 نقول اليوم الله معكم يا رجال ونحن من هنا معكم , وكل فلسطينيي وعربي حر معكم  لان المعركة معركة الجميع , ومعركة كل أم صابرة وأخت محتسبة وزوجة مستبشرة  , ومن هنا فأننا نطالب كافة المنظمات الدولية والحقوقية المعنية بشؤون أسرى الحرب والمعتقلين المخفيين والمرضي والأسيرات الأمهات والأسرى الأطفال الوقوف عند مسؤولياتهم والوصول إلى هذه المعتقلات للاطلاع على أحوال اعتقالهم وتبنى قضاياهم والدفاع عنها والسعي لدي الحكومات المركزية بالعالم وهيئات الأمم ومجلس الأمن لاعتبار قضيتهم قضية دولية إنسانية من النوع الذي يتطلب التدخل العاجل وأنها لابد وان تنتهي بإطلاق سراهم جميعا دون استثناء والسعي اليوم قبل غدا لتوفير حماية دولية شاملة لهؤلاء الأسرى والأسيرات .
Akkad_price@yahoo.com

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى