0
بقلم : د أحمد صالح آل زارب : 
 
ضد الغدر وهو من شيم النفوس الشريفة، والخصال الحميدة، يعظم صاحبه في العيون،وتصدق فيه خطرات الظنون[1]). وقد عده العرب قديماً من مكارم الأخلاق الفاضلة والسجايا الحميدة،فقد كان الوفاء عند العرب وغيرهم من جملة الموازين والضوابط التي يخبرون بها غيرهم،ولهذا كان من جملة ما سأل قيصر ملك الروم أبا سفيان عن صفات رسول الله
صلى الله عليه وسلم:الوفاء بالعهد وعدم الغدر[2]). وقد جاء الإسلام يؤكد هذا الجانب في كتاب الله العزيز وسنة نبيه الكريم، وقال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ[3]}،وقال :صلى الله عليه وسلم "ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة[4]).والوفاء لا يقتصر على الالتزام بالعقود،بل يتعداه إلى رد الجميل والاعتراف به،وشكر صنائع المعروف للناس،قال صلى الله عليه وسلم،"من لم يشكر الناس لم يشكر الله[5])".والداعية إلى الخير والمربي هو أولى الناس بالوفاء ورد الجميل، ولأن فقد الوفاء بعد غدداً ولؤما، وأنى الغادر أو لئيم أن يأتي بخير ؟!فمهما أوتي الداعية أو المربي من علم ولم يكن له حظ من الوفاء فلا اعتبار له، لأن اللؤم والغدر يفسدان خصال الخير كما يفسد الملح الشراب.فما على القدوة إلا أن يتأمل نفسه ملياً ليرى مكان الوفاء فيها ويحرص أن يكون وفياً راداً للجميل،ولا تضيع عنده صنائع المعروف،وإلا هو كمن يزرع البذور في بيت النار،ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة المثلى في الوفاء ورد الجميل،مما كان له أبلغ الأثر في نفوس المسلمين وغيرهم، وكان الوفاء عنده بمثابة الأمان الذي يستظلون بظله.


[1] [ المستطرف " 1/285]        
[2] (البخاري:1/5-6)
[3] [سورة المائدة:الآية1]
[4] [ البخاري، 4/127، ومسلم، 3/1359]
[5] [ رواه " الترمذي" وقال : حديث حسن صحيح 4/399 رقم 1955]

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى