0
حمد النيل رحمه - السودان : 
أسفرت عقود من الصراع في جنوب السودان عن بعض من أسوأ المؤشرات الصحية والتعليمية في العالم مما ساهم في زيادة مشكلة العنف ضد المرأة في الدولة الأحدث في العالم.
ولدى الدولة التي حصلت على استقلالها في تموز/ يوليو 2011 أعلى معدل لوفيات الأمهات في العالم، وهو 2054 لكل مئة ألف حالة ولادة، وأقل معدل لتعليم المرأة، ومعظم النساء أي حوالي 88% غير متعلمات طبقاً لمنظمة التربية والعلوم والثقافة (يونسكو).
وقالت كليا كان رئيسة مجموعة الدفاع عن المرأة في اللجنة الدولية البريطانية للإنقاذ التي تدير برنامجاً لتقديم قروض صغيرة للنساء في البلاد: "تواجه المرأة في جنوب السودان أصعب الظروف في أي دولة بالعالم"، وأضافت كان: "نعرف من خلال عملنا مع النساء والفتيات أن العنف روتيني في حياتهن الشخصية وحاجز مستمر للمضي قدماً"، مشيرة إلى أن المرأة لديها فرص اقتصادية ضئيلة.
وقالت الناشطة في شئون جنوب السودان مونيكا وول: "تواجه النساء في جنوب السودان دوامة بشعة من العنف وسوء المعاملة، ولا تواجه النساء عنفاً محلياً على نطاق واسع فحسب لكن يصبحن أيضاً مستهدفين بشكل واسع خلال الهجمات المتكررة للسطو على الماشية والصراع بين الأعراق"، وتابعت وول: "أفصل وسيلة لتحسين وضعهن هو زيادة تعليم المرأة لكن مع استمرار تلك الاضطرابات على نطاق واسع تخشى الكثير من الأسر من إرسال فتياتها إلى المدارس".
وكانت المداهمات للسطو على الماشية في نهاية عام 2011 وبداية هذا العام قد أسفرت عن مقتل المئات من بينهم نساء وأطفال وتشريد آلاف الأشخاص من منازلهم، وجزء من مشكلة العنف في جنوب السودان هو انتشار الأسلحة، وتعني سنوات من الصراع أن البلاد مليئة بالمدافع والبنادق مما يعطي للميليشيات العرقية أداة لشن نزاعات مريرة.
وفي هذا الصدد ذكرت ليديا ستون الباحثة في تقرير جديد يحمل عنوان (النساء والعنف المسلح في جنوب السودان) لمشروع (مسح الأسلحة الصغيرة) أن "المداهمات للسطو على الماشية والقتال بين القبائل من ملامح حياة جنوب السودان منذ عقود لكن زاد حجم وشدة وتداعيات العنف في السنوات الأخيرة"، وأضافت أن المرأة تعاني من جانب نتيجة للاستخدام الواسع لنظام المهر حيث يدفع الرجل للعروس ماشية كمهر لها، وتابعت ستون: "من الصعب على النساء الفرار من زيجات سيئة نظرًا لأن أسرهن ترفض سداد ثمن الماشية"، وتعتقد ستون أن زيادة المداهمات لسرقة الماشية ترجع من جانب إلى حاجة الرجال للماشية لدفع المهور للعرائس، وتوافر الأسلحة وثقافة استخدامها لتسوية الحسابات يجعلان من السهل والأكثر عنفا الحصول على ماشية.
وقال سفير جنوب السودان لدى الأمم المتحدة وول ماير أريك إن حكومته "تلتزم تماماً بتحسين وضع النساء لاسيما بتوسيع مجال حصولهن على تعليم ورعاية صحية"، وتابع أريك أن القضية الرئيسية تتمثل في "تقليص الصراع بين القبائل والمداهمات لسرقة الماشية"، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على حملة لنزع الأسلحة

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى