0
  ناصر غالب القحطاني - الرياض :
أثار اختصاصي سعودي نفسي جدلا واسعا بعد أن أدلى بتصريحات صحافية ذكر فيها أن هناك مرضا جديدا ظهر في السنوات العشر الأخيرة في المجتمع السعودي وهو "الرهاب من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" كمرض نفسي.

وقال الدكتور وليد الزهراني إن الشارع السعودي يعيش حالة من الذعر واليأس بسبب سطوة الشرطة الدينية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي ذات صلاحيات واسعة في البلاد.


وأضاف في تقرير كانت قد نشرته شبكة CNN  "في السنوات العشر الأخيرة زادت الفجوة بين المجتمع السعودي والهيئة بسبب تصرفات أعضاء ميدانيين لا يتعاملون بشكل حضاري ويتعمدون الهمجية واستخدام القوة والسلطة".


وتابع د.الزهراني أنه زاد عدد زوار ومراجعي العيادات النفسية الذين يعانون من "رهاب الهيئة" وأعمارهم تتراوح بين 15 إلى 40 عاما للنساء ومن 15 إلى 30 عاما للرجال".


وأضاف: إن "المشاكل والقضايا الأخيرة من تصرفات وتجاوزات أعطت انطباعا سيئا عن الهيئة وأصبحت حديث المجالس وزرعت الخوف والتوتر والقلق حتى إن كثيرا من السعوديين يتحاشون بقدر الإمكان الاحتكاك مع رجال الهيئة.


وفي خط متوازٍ مع تصريح الدكتور الزهراني تأتي حادثة مقتل شاب أردني في محافظة أحد رفيدة بمنطقة عسير جنوب السعودية على يد رجال تابعين للهيئة أثناء ضبطه في قضية "معاكسات" أمام مدرسة ثانوية للبنات وتوفي في المستشفى قبل أشهر حالة تعكس رؤية الدكتور الزهراني، ولكن بالمقابل نفى المتحدث باسم هيئة عسير ذلك، مؤكداً أن الشاب أصابه إعياء وتوفي بسبب المرض وليس بسبب ضرب أو اعتداء عليه.


وكانت ساحات النقاش في المواقع والمنتديات الإلكترونية السعودية مواقع "اليوتيوب" والفيس بوك تناولت موضوع الهيئة من زوايا مختلفة وركزت على بعض الحوادث الفردية، وبينما كانت هناك سلسلة من التصريحات والتوضيحات من قبل الهيئة نفسها تنفي وقوع تلك التجاوزات من أفرادها وإن حدثت يتم التعامل مع المتسببين فيها بحزم.


وطرق موقع "زوايا" القضية على بساط النقاش، فقد اعتبر الباحث الشرعي خالد عبدالرحمن الشائع أن المجتمعات الإنسانية برمتها مسلمة كانت أو غير مسلمة لا تنفك عن حاجتها إلى جهات تضبط تصرفات الناس وتمنعهم من الخروج عن القانون سواء في المجالات الاجتماعية أو المالية أو الدينية أو الأخلاقية.


وأكد أن ما ذكر عن الهيئة مبالغ فيه، مؤكدا أن من يسعى إلى التقليل من الدور الهام الذي تقوم به الهيئة يتبع منهج "المبطلين".

لرجال الهيئة جهود عظيمة ومهمات جليلة

وانتقد الداعية الشيخ د.سعد البريك ما جاء في التقرير وقال لـ"زوايا": إن رجال الهيئة ستظل لهم جهود عظيمة ومهمات جليلة فكم من منكر في مهده قتلوه وكم من خير نشروه.

وتسائل دكتور البريك وكيف يكون رجال الهيئة سببا مباشرا في تفشي تلك الأمراض النفسية؟

آثار سلبية لتعمد الإساءة لبعض رجال الهيئة

ومن جانبه أجاب الدكتور عبدالعزيز الناصر اختصاصي علم اجتماع قائلاً "لا نعمم، ولكن نوجه حديثنا إلى بعض أفراد جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهم يتعمدون الإساءة للجهاز بشكل عام".

ووجه الداعية الإسلامي الشيخ محمد العريفي رسالة إلى رجال الهيئة، وقال في محاضرة له مؤخراً في العاصمة السعودية الرياض "على عضو الهيئة المحتسب أن لا يلقي سهامه مرة واحدة، وأن ينصح بأسلوب غير مباشر، وأن يمهد لإنكار المنكر بالبسمة والرفق والأسلوب الحسن حتى لا ينفر الناس".


وأكد الشيخ عوض الأسمري الناطق باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة عسير أن رجال الجهاز يواجهون المخاطر ويكونون على خط النار مع المجرمين والعابثين بأخلاق المجتمع، والكثير من رجال الهيئة تعرضوا للكثير من المخاطر، ومثال ذلك حادثة مقتل رئيس مركز السوق في أبها الشيخ علي الأحمري على يد مجرم عالقة في الأذهان.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى