وليد الرمالي - القاهرة:
وتعتقد نعيم أن سبب تميزها في هذا المجال (مزج الرسم والفوتوغرافيا) هو محاولتها أن تصنع عملاً له بعد اجتماعي - سياسي على رغم العقبات التي واجهتها ومنها منعها كمصرية من تصوير الكثير من الأماكن بينما كان ذلك متاحاً للمصورين والرسامين والأجانب، ما أشعرها بالغربة داخل وطنها. وعلى رغم حالة التضييق التي عاشتها في بلادها، فإن هناك الكثير من المراجع العالمية احتفت بها وأهمها موسوعة «فيوتشر إيماج» الصادرة في 2009 والتي وضعتها ضمن أهم مصوري العالم الذين ينتظر منهم صناعة مستقبل جديد للفوتوغرافيا يكون التطوير والتحديث عنوانه الرئيس.
ووضعتها الجامعة الأميركية في القاهرة ضمن موسوعتها «مودرن آرت»، واستضافتها مؤسسة «ليم هاوس» فأقامت شهراً في لندن ومكنت من رسم وتصوير 35 لوحة بيعت إحداها في قاعة كريستيز وكان عنوانها «شوارع لندن».
وكتبت مجلة «لاريبوبليكا» الإيطالية عنها: «إن الناظر إلى أعمال صباح نعيم يشعر بأن هناك مستقبلاً جديداً للفوتوغرافيا يتشكل أمام عينيه»، كما استعانت غالبية الدرويات والمجلات العربية والعالمية بأعمالها كأغلفة لها.
وتوضح نعيم أن الاحباطات التي مرت بها كفنانة أثرت فيها، وهو ما جعل أعمالها ذات رأي سياسي واضح، لأنها جزء من الشارع المصري الذي هو جزء من الناس والوطن ككل.
وتصوّر نعيم الناس العاديين الذين يمشون وهم شاردون، ومنهم الموظف وعسكري الأمن المركزي وجامع القمامة. وتسعى حالياً لإيصال فنها إلى الأجيال الجديدة من الشباب، إذ ترعى الكثير منهم من طريق إقامة ثلاثة أو أربعة معارض سنوياً في أتيلييه القاهرة، لاكتشاف المواهب والاعتناء بها.
وعن مشاكل التشكيليين في مصر تؤكد أن في طليعتها المحسوبيات في الفن التي كانت موجودة قبل الثورة، إذ كانت هناك مجموعة من أربعة أو خمسة فنانين هم الذين يحصلون على كل المزايا من أموال وسلطة وسفر إلى الخارج ولا يستطيع أحد أن يقترب منهم إلا اذا نال رضاهم. كما أن قاعات العرض في مصر قليلة ولا تعرض أو تبيع إلا للمشاهير، ما يحرم الشباب أخذ فرصتهم أو بيع أعمالهم ليتمكنوا من الاستمرار في الفن.
وحول الفيديو آرت توضح أنها قدّمت فيلمين عرضا في بينالي البندقية، وقد صورت في أحدهما الركاب في مترو الأنفاق، يجلس كل منهم شارداً ولا يشعر بالآخر الجالس الى جانبه. أما الفيلم الثاني فيحكي عن علاقة إنسانية بين أم وابنتها، وكانت البنت هي نعيم أثناء مرورها بمحنة الإصابة بالتهاب الكبد "سي"
نقلا عن صحيفة الحياة
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم