0
 اسامة الكحلوت - غزة

اراد اربع طلاب  من الكلية الجامعية  للعلوم التطبيقية ان  يشقوا طريقهم في النجاح  بعد انتهائهم من الدراسة في تخصص تكنولوجيا اجهزة طبية ، وان يضعوا بصمة لهم  في عالم الاجهزة الطبية  بابتكار يضع اسمائهم على لائحة الشرف ، و يجعلهم يدخلون المستقبل من اوسع ابوابه.
واتم الشباب الاربعة  ابتكارهم بإنتاج جهاز خاص بتعقيم وتنظيف غرف العمليات الجراحية باستخدام غاز الاوزون ،لضمان عدم انتقال العدوى للمرضى .
الطلاب "إسلام العبسي ، ومحمد لافي ، ومحمد أبو شنب ، وأحمد الجبور "  ،هم من قاموا بتصنيع الجهاز بأشراف وفكرة المهندس محمد عبد الرحمن تمراز.
حيث بدأت الفكرة من المهندس محمد تمراز والذى يعمل في الكثير من المستشفيات المحلية ويرى المشاكل الصحية التي تحدث بسبب قلة التعقيم ، فالأجهزة الموجودة لا تعقم بشكل كامل وهذا ما يسبب بعض الامراض عند الكثير من الاشخاص بعد خروجهم من غرف العمليات ، حيث بدأ يفكر جديا بحلول منطقة لإنهاء ازمة التعقيم بحلول تقليدية متاحة للتطبيق في قطاع غزة .
وأضاف المهندس تمراز " في العالم الغربي يتم تعقيم غرف العمليات بغاز الاوزون ، وعندما بدأت مشاريع التخرج اقترح الطلبة عدة أجهزة للقيام بعملها ولكنها مكلفة جدا وصعب تطبيقها مع ظروف قطاع غزة, لذلك اقترحت عليهم هذه الفكرة وهم من بادروا  بعمل الخطة وتطبيق عمل الجهاز وبأشرافي "
 وتابع  "غاز الاوزون هو غاز ذو لون ازرق ورائحة كريهة يتكون من ثلاث ذرات من الأكسجين صيغته الكيميائية O3 , ولديه قدرة فائقة على التعامل مع الخلايا غير الطبيعية «الفيروسات والبكتريا والخلايا السرطانية» حيث انه يخترقها جدارها فهو لا يحتوي على أنزيمات خاصة موجودة في الخلايا الطبيعية فيؤكسدها ويشل فعاليتها"
وأوضح الطالب اسلام العبسي المشارك  عن الية عمل الجهاز قائلا ": الجهاز المبتكر  يعمل على تنشيط غاز الأكسجين وتحوليه إلى غاز الأوزون عن محول جهد ينتج شرارة كهربائية تصل قيمتها إلى 45 ألف فولت حيث يولد الجهاز جهد عالي جدا عن طريق مجموعة من المحولات الرافعة للجهد ويتصل هذا الجهد بمجموعة من أقطاب التفريغ موضوعة في أنابيب زجاجية"
ويتابع شرحه لعمل للجهاز " ثم يتم إدخال الأكسجين النقي إلى هذه الأنابيب ويتم تأين هذا الأكسجين وتفككه من الروابط الثنائية إلى روابط ثلاثية فيتم خروج أوزون إلى أنبوب الترطيب وهو يحتوي على مياه لتقليل من رائحته الكريهة ومن ثم ينتشر في الغرف المراد تعقيمها ".
وكان لغلاء اسعار الاجهزة التي ساعدت في انتاج هذا الابتكار المشكلة الاهم التي واجهتهم حسب ما افاد به احمد الجبور . وأضاف ": استمر أنتاج الجهاز ما يقارب الأربع شهور عانينا الكثير من المشاكل ، من بينها غلاء الأجهزة حيث كلفنا ما يقارب 40 ألف شيكل وهو رقم ليس بسهل لطلبة , وكذلك صعوبة الحصول على محول رافع للجهد ذات قيمة عالية لإنتاج حقل كهربائي بشرارة من سنتمتر إلى 2 سنتمتر حيث أخر عملية أنتاج الجهاز في البحث عن هذا الجهاز فاضطررننا إلى تصنيعه بأنفسنا ".

ويضيف "كذلك سرعة سخونة المحولات وكيفية تبريدها حتى لا تتلف وضخامة الجهاز وتوقف اللوحة الالكترونية لوجود تردد عالي الجهد في الجهاز ,وقلت الوقت المتاح لنا لإنتاج هذا الجهاز ,فأنتج فقط في 4 شهور والجهاز المنتج هو جيل من عدة أجهزة تم تحديثها خلال فترت الاختبار وإنتاجه" .
وعن أهمية هذا الجهاز لغرف العمليات قال محمد لافي المشارك في صناعة الجهاز  " الغاز الناتج عن الجهاز وهو غاز الأوزون لدية قدرة على إن يتغلغل إلى جميع أنحاء الغرفة التي لا يصل إليها جهاز التعقيم بالأشعة الفوق بنفسجية أو المطهرات العادية ويعمل على قتل جميع أنواع الفيروسات والبكتيريا المضرة بجسم المريض ويقوم بتنقية الهواء الموجود في الغرفة وينعشها وذلك بعد تفكك الغاز وتحوله إلى أكسجين بسبب ضعف روابط غاز الأوزون ".
ويعتبر المهندس تمراز إن هذا الجهاز هو نقلة نوعية للتعقيم لغرف العمليات في غزة إذا ما تم تطبيقه لان الأجهزة المشابهة له موجودة بكميات قليلة وبقدرة وجودة أقل وهي غالية الثمن بعكس هذا الجهاز كما أنه غير مكلف مقارنه مع مواد التعقيم الأخرى كونه يستخدم الأكسجين الموجود في الهواء .
ويعقم غرفة لعمليات بشكل كامل ويمكن استخدامه كل أسبوع مرة فقط لتعقيم إذا ما تم استخدام مواد التعقيم الأخرى خلال الأسبوع حيث اثبت قدرته الكبيرة على التعقيم وفق تجربته أكثر من مرة  .
ويتمني المهندس والطلبة إن يجدوا الداعمين لمثل هذا المشروع من اجل تطويره وتحسين أداءه وتصغير حجمه وان يتم تطبيقه في المستشفيات لضمان خلو غرف العمليات من أي كائنات غير مرغوب فيها, حيث حصل هذا المشروع على أفضل المشاريع المقدمة في الكلية الجامعية .
ويذكر إن أول من استخدم غاز الأوزون في تطهير غرف العمليات الجراحية في العالم هو الكيميائي الألماني شونبين بعد سنه من انتهائه من أبحاثه حول الأوزون في العام 1855م حيث يستخدم الغاز في العديد من المجالات الطبية وتنقية المياه والأراضي والغذاء , لقدرة الهائلة على أكسدة العناصر وبالتالي قتل البكتريا والفيروسات وإزالة العديد من السموم

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى