0
سارة الاسمري واس : الطائف 


 وتتواصل فعاليات مهرجان سوق عكاظ بالعديد من البرامج وحيث تجاوز عدد زوار المهرجان منط افتتاحه الاربعاء الماضي امام الجمهور اكثر من 400 الف زائروحرص الكثير من مرتادي المهرجان على شراء المقتنيات التراثية والهدايا التذكارية مثل المعلقات المكتوبة على رقاع من الجلد والمشغولات اليدوية والصخور المنحوت عليها أبيات شعر من قصائد المعلقات الشهيرة.
وأكد العديد من الزوار أن التغطية الإعلامية المكثفة لفعاليات مهرجان سوق عكاظ ساهمت في التعريف بأنشطة السوق، كما أن دور الهيئة العامة للسياحة والآثار في إقامة العديد من الفعاليات والبرامج التراثية والثقافية المتنوعة ساهمت في زيادة جذب الزوار علاوة على دور أمانة الطائف في تهيئة الجادة وتطوير بنيتها التحتية وتدعيمها بالعديد من العناصر براحة الزوار .
وسجل سوق عكاظ أكبر نسبة إقبال منذ انطلاقته خلال الدورة الحالية " الرابعة " ، وعزا البعض ذلك إلى اختتام المهرجانات السياحية في جميع مدن السياحة المحلية بالإضافة إلى عدم وجود فعاليات سياحية جاذبة في الوقت الراهن.
ولفت معالي محافظ الطائف رئيس مجلس التنمية السياحية بالمحافظة فهد بن عبدالعزيز بن معمر أن السوق ساهم في زيادة الجذب السياحي للطائف من جميع مناطق المملكة مؤكداً أنه بات يمثل حدثاً سياحياً وثقافياً واجتماعياً مهماً في ظل الرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - والاهتمام والمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة والجهود الموفقة والدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.
وكان لجادة عكاظ الدور الأبرز في جذب الأهالي والزوار لسوق عكاظ حيث تقوم الهيئة العامة للسياحة والآثار بتنظيم العديد من الفعاليات والبرامج في جادة عكاظ محاكاة للوضع الذي كان سائداً في السوق قديماً بالإضافة إلى الأعمال المسرحية وإلقاء الشعر العربي والخطب.
كما جذبت الأمسيات الأدبية والثقافية أعداداً كبيرة من الأدباء والمثقفين والمهتمين حيث شارك فيها نخبة من المثقفين والأدباء والشعراء والإعلاميين.
وتتواصل عروض الألعاب الشعبية ، والرياضات التراثية يومياً بينما يشاهد عابروا الجادة محلات للحرف والصناعات اليدوية يقوم فيها حرفيين وحرفيات من المملكة وبعض الدول العربية بتصنيع وبيع منتجاتهم بشكل مباشر للزوار ، وتشارك محلات الأسر المنتجة في بيع المأكولات الشعبية ، وفي السوق عرض للمنتجات الزراعية والفواكه المحلية والمحافظات المجاورة
.

 
ووضعت شرطة محافظة الطائف خطة أمنية لتأمين فعاليات سوق عكاظ (10) ، الذي أنطلق الثلاثاء الماضي ، على أرض العرفاء شرق محافظة الطائف .
وأكد مدير شرطة محافظة الطائف العميد الدكتور محمد بن دخيل الله الحارثي, أن الخطط الأمنية والمرورية للمهرجان تقتضي تعزيز التواجد الأمني والمروري على مدار الساعة وتقديم الخدمات الأمنية والإرشادية للزوار وضبط الأوضاع الأمنية والمرورية ، حيث تم تخصيص 550 رجل أمن من وزارة الداخلية ، و500 رجل أمن من وزارة الحرس الوطني ، مشيراً إلى أن هناك تعاون كبير بين جميع الجهات الأمنية ممثلة بالأمن العام وأمن المنشآت والحرس الوطني لتنظيم دخول وخروج الزوار وحفظ الأمن .
وأبان أنه تم إنشاء مركز مؤقت للشرطة على أرض المهرجان ليتولى عملية حفظ الأمن بسوق عكاظ ، مهيباً برجال الأمن لبذل الجهد والتفاني لخدمة المواطن والمقيم وتسهيل المساعدات أثناء الفعاليات، وداعياً في الوقت نفسه المواطنين والمقيمين إلى التعاون مع رجال الأمن والالتزام بوسائل السلامة وتجنب السرعة والتجاوز الخاطئ 



الهوية الثقافية في سوق عكاظ :

 استعرض مشاركون في ندوة سوق عكاظ " الهوية الثقافية في العالم الرقمي "; التي أدارها الدكتور سعيد بن مصلح السريحي بالخيمة الثقافية بموقع السوق اليوم ، التحديات الكبرى المعاصرة، التي تهدد الهوية الشخصية، والانتماءات التقليدية الكبرى الاجتماعية والثقافية للأفراد والمجتمعات ، مشيرين إلى أنها أداة تقنية من جهة، ومحتوىً معلوماتيًا من جهة ثانية، وفضاء مواز للواقع ومؤثر فيه، تتحرك خلاله الرموز وتتصارع الإيديولوجيات، وتتراكم فيه الأفكار والتجارب، ويغيب عنه المرجع والمركزية.
وأوضح رئيس نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد آل مريع, أن الهوية الثقافية في العالم الرقمي هي إحدى التحديات الكبرى المعاصرة، التي تهدد الهوية الشخصية، والانتماءات (التقليدية) الكبرى الاجتماعية والثقافية للأفراد والمجتمعات، ويمكن اختزال تلك التحديات في العالم الرقمي وأدواته المختلفة، وما يعرف بالإعلام الجديد أو شبكات التواصل الاجتماعية الحديثة (الرقمية)، التي تشترك في مبدأي التفاعلية وصنع فضاء افتراضي مواز للواقع الحقيقي، له سلطته التي يفرضها على مستخدميه، وشروطه المختلفة التي تشرط عملية التواصل فيه ومن خلاله؛ حيث يغيب عن المستخدم لها كثير من محددات الهوية دفعة واحدة، كالجغرافيا والزمنية والحدود القومية والسياسية, بالمعنى الذي عرفته المجتمعات على امتداد تجربتها التاريخية، كما يغيب الرقيب الخارجي الذي يدعم الذات في خصوصيتها، ويسهم في إعادة إنتاجها لمكوناتها, وعلى الرغم من كونه فضاءً افتراضيًّا إلا أن له حضوره وأثره في الواقع الحقيقي الذي نحيا فيه.
وتعرضت ورقة الدكتور آل مريع لأهمية الهوية الثقافية، وللعلاقة المعقدة بين الهوية من جهة والثقافة من جهة أخرى، وأثر الهوية الثقافية في تحقيق الانتماء الوطني وصلابته، وتعزيز الانسجام المجتمعي وتقوية لحمته، وما يوفره ذلك الائتلاف من تعاون اجتماعي ونجاح سياسي، وقدرة على تمثل الواقع، والتعامل مع مستجداته وتحدياته .
وأشار في ورقته إلى أن موضوع " الهوية "; يحتل بصفة مفردة أو " الهوية الثقافية " بصفة مركبة, مكانةً متقدمة في اهتمام الباحثين المعاصرين، المهتمين بالفلسفة والسياسة والاجتماع والتربية على حدّ سواء ، مشيرًا إلى أن اليوم أصبح موضوع الهوية (في علاقتها بالثقافة) موضوعاً مرتبطًا - بأولويّة كبرى- بالتنمية، وشرطًا لما يعرف بالتنمية الإيجابية / الشاملة أو المستدامة في مقابل التنمية المادية، التي تحيل - فيما مضى- على التقنية ومستويات النمو الاقتصادي بصورة خاصة ، ولذلك فحين نباشر الاهتمام بالهوية الثقافية وتحدياتها الكبرى وسبل تعزيزها وتخصيبها فنحن لا نتحدث عن ماض أو عادات وتقاليد، بل نتحدث عن الحاضر وعن المستقبل، نتحدث عن المعنى الجوهري للوجود.
من جانبه لفت الدكتور خالد الغازي الانتباه إلى أن العالم الرقمي عالم لا ضابط فيه ولا قيود تذكر, حيث أن هنالك انفتاح غير مسبوق يحتاج الفرد فيه إلى المعرفة، مبيناً أن هناك ثلاث مرتكزات للهوية الثقافية تتمثل في المساءلة والتقويم والتعزيز والثقة والانفتاح والتحليق، ومن الطبيعة الملازمة لكل ثقافة الترويج لها والمهم هو صراع الإيرادات حيث تبقى محكومة بالنزاهة والبقاء سوف يكون للأقوى .
واستشهد الدكتور الغامدي بمفهوم الهوية وتوصيف ثنائيات التنازع، في مسلسل " حارة الشيخ ", وهوية الحجاز وتوصيف معطيات الصراع وتحليل التنازع ، مبينًا أن هناك رؤيتان في الهوية تتجسد في الرؤية الجوهرية التي تشرح الهوية من منطلق الثوابت ، والرؤية النسبية القائمة على الفلسفة الدنوية وهي تركز على القيم الخلافية .
إلى ذلك حدد الأديب صالح سالم (هوية المثقف في مواقع التواصل الاجتماعي) بمفهومين مهمين في الفكر الإنساني المعاصر وهما : المثقف و الهوية؛ و يخضع هذان المصطلحان لمفاهيم عديدة تعود إلى نظريات كبرى في التحليل الفلسفي كالنظرية الحداثية وما بعد حداثية، وبذلك فإن البحث فيهما ليس جديدًا بقدر ما هو مهم بالنظر إلى العديد من زوايا علاقات هذين المفهومين كعلاقتهما بالعالم الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي .
وأبان أن دراسته للهوية في مواقع التواصل تركز على ما أسماه بصراع الثقافة ، و ليس صراع الثقافات ؛ مستلهماً من خلال مواقع التواصل المدى الذي تُصارع الثقافة فيه نفسها بالاعتماد على المثقف ؛ ما سيجعل البحث همه الأكبر على المثقف في السعودية و الصراع الثقافي الذاتي الدائر على مواقع التواصل بما يخص الفكر في السعودية ، ولعله من خلال هذا التحليل الثقافي لعلاقات المثقف في مواقع التواصل بهويته و بالآخر؛ يصل الباحث إلى النتيجة التي تحدد مدى تأثير مواقع التواصل على هوية المثقف من عدمها .
وحدد سالم ورقته في ثلاثة مواضيع تتضمن، صراع الثقافة : الهوية تصارع ذاتها ، والمثقف من جدل الهوية إلى صراع الثقافة ، ومواقع التواصل الاجتماعي  وجدل الهوية الافتراضي .
وأشار إلى أن صراع الثقافة عند المثقف العربي عمومًا ، والمثقف في السعودية على الخصوص ، ينبئ عن محاولة الانشغال بالثقافة ذاتها، و تغييرها من داخلها عبر صراع الثقافة لا صراع الثقافات ، متلمساَ ثبات هوية المثقف في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال العديد من محددات الهوية كاللغة و اللباس، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي قد عمقت الهوية الذاتية لدى المثقف ومنحته الفرصة لنشر هويته و إظهارها.

وفد كاوست في المهرجان 

 ومن جهته عبّر وفد جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاوست) عن إعجابهم بفعاليات الدورة العاشرة لسوق عكاظ, وما شاهدوه من تنظيم وكثافة الزوار الذي يعكس نجاح السوق، وذلك خلال الزيارة التي قاموا بها أمس الأول .
وأنصب اهتمامهم على " عكاظ المستقبل " الذي يضم اختراعات وتقنيات جديدة، مؤكدين أن من بينها ما يستحق الاهتمام, فيما حظيت منتجات الأسر والمنتجات التراثية باهتمام أعضاء الوفد من الجنسيات الأوروبية والأمريكية والصينية والهندية واليابانية الذين حرصوا على شراء بعضها.
وحظيت عروض الخيول والإبل باهتمام اليابانيين والصينيين، وانصب اهتمام العرب والأوروبيون على التقاط الصور مع الشخصيات التاريخية في جادة عكاظ .
وأعرب مشرف الوفد سالم اليامي, عن إعجابه بما شاهده من فعاليات ومعارض وتنظيم، مشيرًا إلى أن مثل هذه الفعاليات مدعاة للفخر أمام الوافدين لأنها تعطي صورة جميلة عن الوطن.

  شاهد :

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى