بقلم : د: سعود المصيبيح
هذا العنوان أعلاه للكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في أول لقاء له مع بعض أصحاب السمو الأمراء وأصحاب الفضيلة والمعالي الذين جاؤوا للسلام عليه بعد العارض الصحي الذي تعرض له في الحج وقبل سفره للعلاج، حيث تعذر عليه القيام للسلام عليهم كما هي عادته فقال هذه الكلمات المعبرة الصادقة بأنه يعتذر بأنه لم يقم للسلام عليهم كما هي العادة، فكانت كلمات من القلب تدل على أخلاق التواضع والنبل والأريحية التي يتصف بها هذا الملك العادل المعطاء... ولهذا لا غرابة هذا الحب الكبير له يحفظه الله من مختلف أطياف الشعب الذين عايشوا معه لحظه بلحظه صحته وظروف علاجه ومتابعة ذلك أول بأول، فهل يلومنا أحد أن أحببنا هذا الرجل الإنسان وحزنا حزناً شديداً على مرضه وفرحنا فرحاً شديداً بنجاح العملية التي أجراها في ظهره ثم خروجه من المستشفى بفضل الله وحمده، فكلنا نفدي هذا الرجل بأرواحنا لحبنا لسماحته وتواضعه وجديته في خدمة وطنه .. وهاهو يبوح بمحبته لمن جاءه من أبناء شعبه ويقدم لهم الاعتذار لأنه لم يقم يصافحهم كالعادة ... حقاً إننا فخورون ومحظوظون بهذا الملك العادل، فقد واصل مسيرة والده الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وإخوانه الملوك قبله في تنمية الوطن وازدهاره ... فهناك التعليم الذي وضع ثقله فيه عن طريق مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم وكذلك الابتعاث حيث ينتظر قرابة المئة ألف أسرة أبناءهم وبناتهم من المبتعثين والمبتعثات ليعودوا ليسهموا في تنمية وطنهم بعد أن استثمرت فيهم الدولة المليارات من الريالات لتأهليهم وتعليمهم في أدق التخصصات الطبية والعلمية والإنسانية التي يحتاجها الوطن في أفضل الجامعات العالمية، كما أنشأ جامعات جديدة حديثة، وأقام جامعة عالمية هي مركز علمي ضخم على مستوى دولي بمواصفات عالمية متقدمة ... وفي الاقتصاد أنشأ المدن الصناعية وشجع على الاستثمار الأجنبي وتطور الاقتصاد والعمران والبناء، وكانت سياسته الحكيمة سبباً بعون الله في أن تتجنب المملكة الأزمة العالمية الاقتصادية التي تضرر منها العالم.. حتى أصبحت المملكة ضمن العشرين دولة الأكبر في العالم اقتصاديا وهذه مكانة متقدمة للمملكة في الجانب الدولي والاقتصادي، وعلى المستوى الديني فإن المملكة واصلت منهجها القائم على العقيدة الإسلامية، حيث توسعة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر المقدسة مثل توسعة المسعى ومنطقة الجمرات وقطار المشاعر وإيصال رسالة الإسلام عبر الفضائيات بنقل الصلوات ومناسك الحج إلى جميع أنحاء العالم بإعلام متخصص مدعم بالقنوات الفضائية وبالترجمة الحية ... وفي مجال القضاء تطوير القضاء وإنشاء المحكمة العليا ومحاكم الاستئناف ومشروع الملك عبدالله لتطوير القضاء، وفي المجال الإنساني إشاعة ثقافة الحوار وإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وحوار الحضارات والتأكيد على التفاهم الإنساني لما فيه مصلحة البشرية ... ويبقى الحديث عن هذا الملك الصالح الذي يعتذر بكل بساطه لأبنائه يحتاج إلى صفحات وصفحات، وهنا نرفع أكف الضراعة إلى العلي العزيز بأن يمن على خادم الحرمين الشريفين بتمام الشفاء ليعود لأبنائه ليواصل قيادة مسيرة التنمية والحضارة والتقدم
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم