0


تقرير : أحلام الكفارنة : غزة

سارت في طريق مليء بالأشواك منذ بداية حياتها , وكابدت المر والعناء الذي فرضه عليها الاحتلال , وتحدت الصعاب لتنجو بأطفالها من الغرق في بحر الفقر والحرمان لتسير بهم في بر الراحة والأمان .

"تزوجت وعمري سبعة عشر عاما , وعشت في منزل مشترك مع أهلي زوجي وكنا نعاني وضعا اقتصاديا صعبا حيث كان زوجي المسئول عن الإنفاق على المنزل بأكمله " هذا ما روته السيدة زينب 45 عاما من قطاع غزه .

وأضافت بصوتها الحنون , أصيب زوجي بعد خمسة أعوام من زواجنا , وذلك خلال انتفاضة عام 1987 , ورأيت جيش الاحتلال وهو يعتدي بالضرب على زوجي وكان مشهدا فظيعا حيث انهال عليه مجموعة كبيرة من الجيش وضربوه بالات حادة مما أدى إلى تكسير عظامه بالكامل , موضحة انه تم نقله إلى المستشفى أشبه بالأموات ومكث عدة أيام في غيبوبة تامة ولم يكن هناك أمل بعودته حيا .

وأكملت حديثها بتنهيدة مليئة بالحزن , "عندما عاد زوجي للمنزل وكان لدى ثلاثة أطفال , ولم أكن اعلم ما المصير الذي سنواجهه سويا , فقد بدأنا نشعر بالمعاناة حيث مكث زوجي في المنزل ولم يعد قادر على العمل لأنه عاجز عن ذلك , ولكنه صمم أن يكتسب رزقه من كده وتعبه فخرج للبيع وكان يكسب المال الذي يوفي متطلباتنا اليومية , وبعد مرور السنين وازدياد أفراد عائلتي ومنهم طفل مريض وبحاجة للمصروف الخاص , بدأت اشعر بالمعاناة ولم ارغب في الضغط على زوجي بالطلبات "

أكدت السيدة زينب أن زوجها لم يتقاضى راتب من لجنة الجريح وانه حرم من كافة حقوقه , ولذلك لجأت للبحث عن عمل لتنفق على أسرتها وتؤسس لأولادها مستقبل ناجح وتساندهم إلى أن يشبوا ويكملوا مشوار حياتهم , موضحة أنها نجحت في إيجاد عمل في مؤسسة صحية , وأصبحت تتلقي راتبا شهريا بسيطا جدا لا يتجاوز ثلاثمائة شيكل شهريا , وازداد راتبها خلال الخمسة عشر عاما .

قالت " كنا نعيش في منزل سيء للغاية لا يصلح لحر الصيف ولا برد الشتاء , وصغير جدا لا يكاد يسعنا وعانينا كثيرا حيث نقضي في الشتاء الليل لنحمي أنفسنا من مياه الأمطار وفي الصيف نواجه الحشرات والشمس الحارقة , فاخدت أفكر بشراء منزل حسنا , فعملت على الادخار واشتريت منزل أخ زوجي على عدة أقساط , ولم يكن صالحا جدا لكنه واسعا وأضفناه لمنزلنا الصغير , وبعد مرور أعوام كبر ابني الأكبر وأصبح يعمل براتب شهري وساعدني كثيرا حيث فكرنا بهدم المنزل القديم وبناء منزل جديد , وأصبح منزلنا حسنا جدا لا ينقصه شيئا حيث اكملناه تدريجيا وأصبحنا نسدد ديون البناء, وبعد عامين من البناء زوجت ابني , وتخرجت ابنتي من الجامعة ومازلت احلم بان تتوظف لأضمن مستقبلها وأستريح من عملي فهذا حلمها منذ صغرها "
وأكدت أنها مازلت تعمل وتتحمل التعب الذي تواجهه خلال عملها , وأنها ستبقي تعمل لتساند أولادها وتقف بجانبهم إلى أن ينهوا مشوارهم ويكملوا طريقهم في الحياة .

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى